بداية نص الخطبة الكبر وعواقبه في الدنيا والآخرة
العنصر الأول: مفهوم الكبر وترهيب الإسلام منه
عباد الله:
الكبر من الصفات الممقوتة التي نهي عنها الشارع الحكيم .
والكبر هو :
استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له . ( تهذيب الأخلاق للجاحظ ) . والاستكبار يقال على وجهين:
أحدهما: أن يطلب الإنسان أن يصيرَ كبيرًا، وذلك متى يجب، وفي المكان الذي يجب، وفي الوقتِ الذي يجب، فمحمودٌ.
والثاني: أن يتشبَّع فيُظهر مِن نفسه ما ليس له، وهذا هو المذمومُ، وعلى هذا ما ورَد في القرآن “.( المفردات للأصفهاني ).
فالأول محمود ؛ كالتلميذ الصغير حينما تقول له : ماذا تحب أن تكون ؟ فيقول : طبيباً أو ضابطاً أو مهندساً ….إلخ
والثاني مذموم ؛ وهو الاستعلاء على الناس والتكبر عليهم وازدراؤهم .
وقد ذم الله تعالى الكبر والمتكبرين في مواضع عديدة من القرآن الكريم؛ قال تعالى:
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}. (الأعراف: 146). وقال:{ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}.(غافر: 35) ؛ وقال:{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}. (النحل: 23) ؛ وقال:{ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}.(غافر: 76). وقال:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.[غافر: 60]، أَي: صَاغِرِينَ.